بينما دخل القتال في السودان يومه الرابع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ظهرت نبرة تشاؤم بشأن احتمالات الوساطة لوقف القتال، واستبعد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس أن يكون طرفا القتال يريدان الوساطة من أجل وقف إطلاق النار بشكل دائم.

وفي خلاصة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، قال بيرتس إن الأطراف الإقليمية، لا سيما منظمة الإيغاد، عرضت التوسط بين الجانبين، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتعاون بشكل وثيق للغاية مع منظمة الإيغاد والاتحاد الأفريقي والآلية الثلاثية، إضافة إلى دول أخرى في المنطقة وجامعة الدول العربية.

لكنه أضاف أن هناك صعوبات في الوصول إلى السودان "ولن يتمكن الوسطاء بسهولة من المجيء إلى هنا، ولكي نكون صادقين للغاية لا يعطي الجانبان المتقاتلان انطباعا أنهما يريدان الوساطة من أجل السلام بينهما الآن، بل يطالبان الطرف الآخر بالاستسلام".

في الوقت نفسه، قال بيرتس في خلاصته لمجلس الأمن بشأن الوضع الميداني في السودان إن القتال لا يزال محصورا في طرفي النزاع حتى الآن وساحته هي العاصمة الخرطوم بشكل أساسي، وإن تمت ملاحظة وجود تحركات لبعض المليشيات القبلية، مقدرا الضحايا المدنيين في الأيام الثلاثة الماضية بأكثر من 180 قتيلا.

ودق المبعوث الأممي الخاص إلى السودان جرس إنذار آخر يتعلق بالوضع الإنساني، مؤكدا أن الظروف الحالية لا تسمح بتسليم أي مساعدات إنسانية، حيث تم استهداف مقار تابعة لعدد من الوكالات الأممية خلال الساعات الـ48 الماضية.

وبدوره، وجه سفير النرويج لدى السودان عضو الترويكا الثلاثية أندريه ستيانسن، اتهامات لأطراف في السودان بأنها لا تريد لعملية الانتقال الديمقراطي أن تتم.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة، أضاف ستيانسن أن على طرفي النزاع أن يطبقا بنود الوثيقة التي وقعا عليها والتي تنص على أن يتخليا عن العمل السياسي ويدعما العملية الديمقراطية.

وأضاف ستيانسن "قد يبدو ذلك ساذجا لكنه السبيل الوحيد الذي سيضمن الاستقرار في السودان، وهذا ما يريده الشعب هنا، وعلينا أن نتحلى بالصراحة عندما نقول إن هناك من لا يريد ذلك وهذا أمر يجب أن يعالج ويجب أن نكون يقظين لكيفية تصرف كل طرف، وجزء من تحليلنا هذا سيوصلنا إلى سبب اندلاع القتال السبت الماضي".

اضف تعليق